يارا عازار: من الضعف، قوّة

Lin Samury
3 min readDec 7, 2021

من بين جميع المؤثرين الصاعدين على وسائل التواصل الاجتماعي، تتميز يارا عازار، طالبة اتصالات تبلغ من العمر 21 عامًا. اكتسب حسابها اهتمامًا عبر “انستغرام” بسبب ندوبها التي نتجت عن حالة ولادة نادرة تسمّى بـ”رتق المريء”. تلك الحالة تنتج عن عدم نموّ المريء بشكل سليم، حيث يكون الجزء العلوي منه مسدودًا، كما قد يكون الجزء الخلفي منه مرتبطًا بالقصبة الهوائية. عادةً ما ترفق هذه الحالة اضطرابات خلقية أخرى بحيث قد يتكوّن نسيج ندبي في المنطقة التي تمّ إجراء جراحة فيها لإصلاح “رتق المريء”. وشرحت لنا عازار قي مقابلة خاصّة عن كيف اوصلتها تلك الندوب الى الشهرة والتحديات التي واجهتها بسببها.

وفي ما يلي نص الحوار:

كيف بدأتِ مسيرتُك كمؤثّرة؟

عندما بدأت، كان متابعوني مجرّد اصدقائي وعائلتي. ثمّ في أحد الأيام، قرّرت أن أنشر صورة لندوبي دون التفكير بما قد يحدث. فجأة، اعاد الجميع نشرالصورة على منصاتهم، فحصلت على الكثير من الدعم من الغرباء خاصّة من العالم العربي.

كيف عرفت أن ندوبك علامة قوة وليس ضعف؟

منذ الصغر، كنت أعتبر تلك الندوب علامة ضعف لأن زملائي في المدرسة كانوا يتنمرون عليّ بسببها. في بعض الأحيان، طلب مني أفراد عائلتي إزالتها لأبدو أجمل. ففي سنّ الثامنة عشر، حاولت إزالتها من خلال الخضوع لعملية جراحية، لكنّها فشِلَت. عندها اقتنعت بأنّه عليّ أن أتعايش مع تلك الندوب، لذلك لا يمكنني اعتبارها نقطة ضعف. في النهاية، إنّها تذكرني بأنني نجوت من حالة نادرة لا ينجو منها معظم حديثي الولادة.

تمكنت من انشاء اسم لنفسك مع أكثر من 17 ألف متابع على انستغرام. برأيك ما الذي يميزك عن غيرك؟

بصراحة، أنا أحترم الجميع لأنّ عمل المؤثّر يتطلب الكثير من الإبداع والتخطيط لنشر محتوى عالي الجودة. بغض النظر، ما يميزني هو أنني لست متصنعة. في الماضي، كنت استخدم “الفوتوشوب” لألائم معايير الجمال على وسائل الإعلام. لكن، أدركت حينها أنني أكذب على نفسي وعلى الأشخاص الذين يتابعونني. غير ذلك، أنا شفّافة لانّني أتحدّث علناً عن تجاربي مع الصحة النفسية، والاعتداء الجنسي الذي تعرضت له، ومعاناتي مع التنمّر. وعلى الرغم من أنني أخاف من نشر هذه القصص عبر الإنترنت أحيانًا، إلّا أنّني أعلم أنها قد تساعد شخصًا اخر قد مرّ بها.

كيف تتعاملين مع التعليقات السلبية على الانترنت؟

بصراحة لن أخبرك بأنني أجيد مواجهة المتنمرين لأنني أتأثر بذلك. لكن، لأنني تعرضت للتنمر في المدرسة الثانوية، لديّ خبرة في هذا الأمر. في نهاية المطاف، إذا كان شخص ما يكرهني كثيرًا، هذه مشكلته الشخصيّة. فأنا لا أكره من يكرهونني لأن بتفاعلهم مع المحتوى الخاص بي، يجذبون اهتمام إلى منصتي. فهم بالتالي لا يدفعونني إلى لخلف، بل إلى الأمام.

اعلنت عن مشاركتك في مسابقة ملكة جمال وجه الإنسانية. ما هي الرسالة التي تريدين أن توصليها للعالم من خلال مشاركتك؟

الشيء الرئيسي الذي أريد التركيز عليه هو العدالة للبنان. سأتحدث عن الأزمة الاقتصادية، ونقص الأدوية، وزيادة الأسعار، والفساد وكل ما ينتج عنه من مشاكل اجتماعية. أريد أن أكون صوت بلدي للعالم، فربما قد ينظر المجتمع الدولي إلى الحالة التي نعيش بها.

ماذا تنصحين الأشخاص الذين يحاولون الحصول على متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؟

لا ينبغي أن يفكروا في كسب المتابعين والشهرة في الخطوة الأولى لأن ذلك سيقودهم إلى التصنع. ركزوا على موضوع واحد ولا تربكوا النّاس. بمجرد القيام بذلك، ستنشؤون الكثير من العلاقات مع أشخاص في المجال ذاته. كونوا انفسكم فقط.

--

--